هذه هي المرحلة حيث يمكنك تضييق خيارات الإنتاج. حيث يتم كل التخطيط قبل تشغيل الكاميرا. سواء إن كان المشروع يقاس بالدقائق أو الساعات أو الأيام؛ تحدد مرحلة التخطيط هذه الرؤية العامة للمشروع.
مرحلة ما قبل الإنتاج تشمل أيضاً العمل على اختيار وتحديد مواقع التصوير والتمثيل، وسيقوم المنتج بتعيين مدير للعمل أو مدير الإنتاج لإنشاء الجدول الزمني للتصوير الفعلي، في حين يتم تخصيص الميزانية ورسم القصة المصورة.
في نهاية المطاف، يتم إعداد كل ما هو مطلوب للفيلم مثل المجموعات، الأزياء، الدعائم، المعدات، الموسيقى والماكياج.
أيضاً يتم تعيين فريق العمل في هذه المرحلة، بما في ذلك المخرج، مدير التمثيل، مدير الموقع، مدير الإنتاج، مدير التصوير الفوتوغرافي، ومصمم الإنتاج، ومصمم الصوت، والمدير الفني، والملحن الموسيقى، ومصمم الحركات وبالطبع أيضاً ... الممثلين.
من المهم أن نقول إن كل شيء يتم في مرحلة ما قبل الإنتاج سيوفر الوقت والجهد أثناء الإنتاج وما بعد الإنتاج. حالما يتم ترتيب كل شيء؛ يصبح الأمر جاهز لصناعة الفيلم.
كل مشروع يبدأ بفكرة، والتحدي الرئيسي هو تطوير تلك الفكرة. الجزء الأول من مرحلة صناعة الأفلام هو المكان الذي تولد فيه فكرة الفيلم، سواء كانت فكرة أو قصة، عدة مفاهيم من كتاب، مسرحية، قصص حقيقية، أفلام أخرى أو أفكار أصلية؛ لا بد من التفكير فيها وتطويرها لخلق موضوع قابل للحياة مع ملخص لها، وفي نهاية المطاف سيخرج السيناريو.
ما هي أطروحة القصة وما هو موضوعها؟ ما هي النقطة المهمة في الموضوع؟ ما العلاقة الشخصية معها؟ لماذا هذه القصة مهمة؟ ما هي الحاجة إلى معرفة هذه القصة؟ هذه الأسئلة وغيرها هي وسيلة أساسية لتوضيح وتطوير الفكرة. حالما يتم إنشاء فكرة لقصة؛ يصبح الأمر جاهز لمعالجتها.
البحث هي أداة هامة لإثراء الموضوع. هذا هو الجزء الأكثر أهمية في العملية برمتها. وطالما أن البحث متين، سوف تكون هناك أسئلة أقل، ويتم تنفيذ السيناريو بسلاسة وبشكل جيد.
يمكن في عملية البحث استخدام مصادر خارجية وداخلية. يشمل البحث الخارجي على جمع التفاصيل من البيئة المحيطة التي تخدم هذا الموضوع، في حين أن البحث الداخلي يتمحور حول التفاصيل من تجربة خاصة، ذكريات، أحلام، تفاصيل من الماضي لاستخدامها في أضفاء الطابع الشخصي على العمل بعيداً عن صرامة الإنتاج الإعلامي.
يمكن البحث عن الموضوع من خلال:
- الموسوعات
- الكتب
- قواعد بيانات الصورة
- قواعد بيانات الفنون الإنسانية
الملخص عبارة عن نظرة عامة أو مخطط سريع الذي يركز على كافة النقطة السردية الهامة، اللحظات أو عناصر معينة في القصة أو السيناريو.
الملخص هو في الحقيقة ليس أكثر من وصف قصير للسيناريو. يتكون الملخص النموذجي من الحبكة الأساسية للسيناريو ملخصة على ورقة واحدة، بما لا يزيد عن 400 كلمة (الملخص المثالي ضمن صفحة A4).
يعتبر وضع خريطة ذهنية أو عمل معالجة نصية، وسيلة جيدة للبدء في القيام بالملخص، حيث يجب على الملخص أن يسلط الضوء على الشخصيات الرئيسية وما يجري عليهم خلال القصة. فالملخص الجيد سوف يحرص على التركيز على التناقضات والنتائج.
عادة، تتم كتابة الملخص بعد الانتهاء من السيناريو، لكن غالباً ما يكون من المناسب كتابة ملخص قبل البدء بالتركيز على السيناريو.
حالما يتم وضع صورة واضحة للقصة؛ يتم إعداد العرض لتقديمه إلى الوكلاء المحتملين، المنتجين، المدراء التنفيذيين الذين يبحثون عن الكُتَّاب الجيدون والقصص والسيناريوهات.
العرض عادة ما يأتي مع بعض التصورات لتسليط الضوء على النقاط الرئيسية أو لحظات معينة في القصة، كما يجب تقديمه بطريقة موجزة، عاطفية وقوية بحيث يوضح الإمكانات الفنية والتجارية للقصة.
يمكن تنفيذ العرض خلال عدد من النصائح الفعالة مثل:
- حفاظ على قصة قوية، قصيرة وبسيطة (لا تحاول أن تروي كل قصتك)
- صورة واحد (قوية) هي بألف كلمة (ركز على الكشف عن العناصر الأساسية من قصتك)
- إعداد المحتوى بأسلوب طباعة فعال (ابدأ من خلال الكشف عن كيفية طرحك للفكرة)
- لديك 20 دقيقة (أبق الطرف الآخر متشوقاً)
- إعطاء القيمة للفكرة (أنهي التقديم بعنوان أو عبارة تلخص الفكرة)
- نقل رسالة واحدة مركزة (أتبع العبارة الأخيرة بسؤال)
عند الموافقة على العرض، يتم طلب الدعم المالي من منتج رئيسي أو مستثمر مستقل أو مؤسسة لصناعة الأفلام، ويتم البدء في المفاوضات وتوقيع العقود. يتم الآن إعطاء المُنْتَج (الفيلم، ...) إشارة البدء ليتم إنتاجه.
عندما تصبح القصة أكثر طموحاً؛ فقد حان الوقت للبدء في تصميم القصة المصورة للقصة.
القصة المصورة هي تمثيل مسبق للقصة. يمكن أن يكون بديلاً مفيداً أو مكملاً للنص. سواء كانت المشاهد معقدة أو بسيطة؛ تساعد القصة المصورة في تحديد كيفية تصويرها. كل لقطة أو كل مشهد يمكن رسمه في القصة المصورة بشكل "مربع"، كما ويمكن كتابة تفاصيل الصوت وغيرها من المعلومات تحت كل مربع في القصة المصورة. ويمكن أيضاً رسم خطة لموقع التصوير، والتي سوف تساعد في تصور مكان وضع الممثلين والكاميرات.
يمكن للقصص المصورة أن تؤثر في عملية ما بعد الإنتاج عندما يحين الوقت للتحرير. وسوف يكون هذا مفيداً حقاً إذا كان هناك عدة أشخاص يعملون على المشروع.
كل كاتب لديه استراتيجية خاصة به لخلق أساس متين لقصته. الوكلاء، المنتجون والمدراء التنفيذيون لديهم أيضاً توقعات معينة لكيفية سير الفيلم. الحيلة هي العثور على هيكل قصة مناسب يطابق بين أسلوبك ككاتب وأيضاً توقعات صُنَّاع الأفلام.
السيناريو هو المحرك الإبداعي وراء الكواليس، إنه السباق الذي يتحداك لكتابة أول 15 صفحة لنص أصلي على أساس فكرة معينة؛ إن ما تكتبه الآن يخبر عن كل ما يأتي لاحقاً.
بشكل عام، هناك تنسيق قياسي لكتابة النصوص من أجل إنشاء أساس متين للسيناريو أو الرواية الخاصة بك.
قد يستغرق الكُتَّاب سنوات لكتابة السيناريو لفيلم روائي طويل، ولأن ذلك ليس من السهل؛ هناك دائماً مجال للتحسين. يرى الكُتَّاب الهواة أن المسودة الأولى هي نهاية لجهودهم، في حين أن الخبراء (المحاربين القدماء) يعرفون حقاً أنها مجرد البداية.
"الكتابة هي إعادة الكتابة"، كما يقول القول المأثور القديم، وهو لأمر صحيح. فإن الأوراق الأولية أو المسودات هي بالتأكيد الأساس، ولكن فقط عن طريق صقل تلك الأوراق سيخرج السيناريو الحقيقي.
بالإضافة إلى القصة الجيدة والعتاد والميزانية المناسبة، فإنه من المهم جدا الحصول على طاقم عمل محترف تحت قيادة متمرسة وواضحة تربط أعضاء الفريق لتوحيد جهودهم ضمن العمل المراد إنجازه.
ضمن المجال المهني في إدارة طاقم عمل كامل، هناك مستوى من الكفاءة المهنية والاحترام المتبادل بين أفراد العمل بعضهم بين بعض ضمن تعدد الوظائف والمسؤوليات. وهذا ما يؤكد من سير الإنتاج بشكل أكثر سلاسة، حيث يمكن لكافة الأفراد من التركيز على مسؤوليات وظائفهم.
سلسلة القيادة لا تعني الديكتاتورية على المجموعة. إنها تعني ببساطة أن الناس بحاجة إلى أن تكون على بينة من أين تأتي أوامرهم ومن هو صاحب القول النهائي لذلك.
فيما يلي قائمة شاملة لطاقم العمل الرئيسي:
كل ما تم تحضيره حتى هذه النقطة هو من أجل جعل التصوير الرئيسي يسير بأفضل سلاسة وكفاءة ممكنة. الآن هو التصوير الفعلي للفيلم، يبدأ من لحظة تشغيل الكاميرا.
يبدأ الإنتاج بمجرد تسجيل اللقطات. فعبر عملية الإنتاج يتم تصوير كافة المشاهد حسب المعلومات التي تم تحضيرها في عملية ما قبل الإنتاج. ويشمل الإنتاج على تأطير مكونات الفيلم، إضافة إلى نصب الدعائم والإضاءة، كما يجري تزويد الممثلين بالأزياء الخاصة بهم، هو تقريباً أكثر مرحلة مُكلفة في إنتاج الفيلم. والهدف الرئيسي هو الالتزام بالميزانية والجدول الزمني، وهذا يتطلب اليقظة بشكل دائم.
التواصل بين جميع أطراف العمل أمر بالغ الأهمية خلال عمليات التصوير، يعتبر ذلك المفتاح الرئيسي بين المواقع، مجموعات العمل، المكتب الرئيسي، شركة الإنتاج، الموزعين، ... باختصار، جميع الأطراف المعنية.
يتم بشكل مستمر معالجة جميع لقطات التصوير التي تمت في يوم عمل واحد، وتتم معاينتها من قبل المخرج وعدد من أعضاء طاقم العمل المعنيين. يجري العمل على ذلك بشكل منتظم من أجل الحفاظ على فاعلية وأداء طاقم العمل والممثلين لتنفيذ الفيلم بأفضل طريقة ممكنة.
في النهاية، يصيح المخرج قائلاً: " It is a wrap!" معلناً بذلك انتهاء مرحلة التصوير وإتمام تنفيذ كل المشاهد. الفيلم الآن جاهز في العلبة ويحتفل الممثلون وطاقم العمل بانتهاء مرحلة الإنتاج.
هذه هي المرحلة التي تدب فيها الحياة في مشروع التصوير. تبدأ عملية ما بعد الإنتاج بعد أن يتم تصوير كافة اللقطات وينتهي التصوير الرئيسي بشكل كامل، والتي من الممكن أيضا أن تتراكب وتتداخل فيما بينها.
الجزء الأكبر من مرحلة ما بعد الإنتاج يتكون من استعراض اللقطات وتجميع الفيلم والقيام بالتحرير. سوف تكون هناك مساهمات وإضافات على النحو المطلوب من المؤثرات البصرية (VFX)، والموسيقى إضافة إلى معالجة الصوت. كما سيتم قفل "تأمين" الصورة وإنشاء عناصر العرض. كما وتضاف المؤثرات الخاصة الأخرى، بما في ذلك عناوين الافتتاح والختام.
وبمجرد الانتهاء من ذلك، يعتبر الفيلم الآن مقفل. والمُنْج النهائي جاهز الآن للنشر والطباعة والنسخ والتوزيع.
بمجرد اكتمال الفيلم، يجب توزيعه. هذه هي الطريقة التي يسترجع بها المنتجين أموالهم مع الأرباح، حيث يتم استثمار قدر كبير من الوقت والطاقة لتأمين صفقات التوزيع الصحيح لمشاريعهم التي تم إنتاجاها.
سينتقل الفيلم إلى السينما والتلفزيون و/أو يتم توزيعه عبر منصات مختلفة، كما سيتم الترويج له من خلال المقابلات الصحفية، وعروض الأفلام، ووسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها.